المقدّمة
هو شابٌ فقد والديه باكرًا
هو غنيّ تخلّى عن كلِّ شيء ليَربحَ المسيح
هو أخٌ أودع أختًا وحيدة "ديرًا" تابعًا لمتعبِّدات فيكونَ بكلّيّتِه لله
هو المؤمنُ الَّذي سمعَ صوتَ الربّ يدعوه إلى ترْكِ كلِّ شيء والسَّيرِ في خطاه
هو الَّذي تعلّمَ النُّسك من نسّاكٍ عاشوا في جوارِ بلدته
هو الناسكُ الَّذي التحقَ به جمهورٌ من الشباب لِيسيروا خلفَ المسيح بحسبِ نهجِه وتعليمِه
هو الَّذي توغّلَ في الصحراء الداخليّة ليعيشَ التَّجرُّد الكليّ والابتعادَ عن كلّ مَن تعلَّقَ به من رهبان وزائرين
هو الَّذي مدّهُ الله بعمرٍ مديدٍ ليكونَ قدوةً ومثالاً أمام عارفيه فيقتدوا به في طريقِ الكمال
هذا هو أنطونيوس الكبير، كوكبُ البريّة وأبو الرهبان، منشئُ الحياة الرهبانيّة، وواضعُ قوانينِها
* * *
طُلب إليّ غيرَ مرّة أن أقدّمَ هذه السيرة العظيمة. فهم قلّةٌ من الناس الَّذينَ يعرفون شيئًا عن هذا الشَّيخ الرُّوحانيّ، بطلِ النُّسك. فظننتُني لن أجدَ شيئًا عن هذا الموضوع، وإذا بي أجدُ مجموعةً كبيرة من الكتب بل مكتبةً تتحدَّثُ عن هذا القدّيسِ العظيم.فرُحت أغرُفُ من مَعينِها ولا أنضَب. فهناك أوّلاً السيرةُ العظيمة لأنطونيوس الكبير بخطِّ قدّيس عظيم، هو مار أثناسيوس، أسقفِ الإسكندريّة، دوّنَها ستَّ سنوات بعد وفاة أنطونيوس. وهناك بستانُ الرّهبان وأقوالُ الآباء الشيوخ ومروجُ الأخيار، ولا يسعني إلاّ أن أذكرَ قانون القدّيس أنطونيوس الكبير، بالإضافة إلى روحانيّةِ هذا الناسكِ المتوحِّدِ وحياتِه المختَصرة وهي موجودةٌ في أكثر من كتابٍ ومجلّة
أرجو أن تنالَ هذه السَّيرة إعجابَ قرّائِنا الأعزّاء، الَّذين يجدون في هذه السلسلة الشيِّقة مَعينًا لحياتِهم الروحيّة، ودربًا لسلوكٍ مسيحيٍّ أعمق وأنجع، من خلالِ ما تقدِّمه من سِير لقدّيسين وأبطالٍ مسيحيّين ساروا دربَ الربّ وبلغوا "المجدَ الَّذيسيتجلّى في كلِّ واحدٍ منّا"
الخوري أنطوان الدويهيّ
هو غنيّ تخلّى عن كلِّ شيء ليَربحَ المسيح
هو أخٌ أودع أختًا وحيدة "ديرًا" تابعًا لمتعبِّدات فيكونَ بكلّيّتِه لله
هو المؤمنُ الَّذي سمعَ صوتَ الربّ يدعوه إلى ترْكِ كلِّ شيء والسَّيرِ في خطاه
هو الَّذي تعلّمَ النُّسك من نسّاكٍ عاشوا في جوارِ بلدته
هو الناسكُ الَّذي التحقَ به جمهورٌ من الشباب لِيسيروا خلفَ المسيح بحسبِ نهجِه وتعليمِه
هو الَّذي توغّلَ في الصحراء الداخليّة ليعيشَ التَّجرُّد الكليّ والابتعادَ عن كلّ مَن تعلَّقَ به من رهبان وزائرين
هو الَّذي مدّهُ الله بعمرٍ مديدٍ ليكونَ قدوةً ومثالاً أمام عارفيه فيقتدوا به في طريقِ الكمال
هذا هو أنطونيوس الكبير، كوكبُ البريّة وأبو الرهبان، منشئُ الحياة الرهبانيّة، وواضعُ قوانينِها
* * *
طُلب إليّ غيرَ مرّة أن أقدّمَ هذه السيرة العظيمة. فهم قلّةٌ من الناس الَّذينَ يعرفون شيئًا عن هذا الشَّيخ الرُّوحانيّ، بطلِ النُّسك. فظننتُني لن أجدَ شيئًا عن هذا الموضوع، وإذا بي أجدُ مجموعةً كبيرة من الكتب بل مكتبةً تتحدَّثُ عن هذا القدّيسِ العظيم.فرُحت أغرُفُ من مَعينِها ولا أنضَب. فهناك أوّلاً السيرةُ العظيمة لأنطونيوس الكبير بخطِّ قدّيس عظيم، هو مار أثناسيوس، أسقفِ الإسكندريّة، دوّنَها ستَّ سنوات بعد وفاة أنطونيوس. وهناك بستانُ الرّهبان وأقوالُ الآباء الشيوخ ومروجُ الأخيار، ولا يسعني إلاّ أن أذكرَ قانون القدّيس أنطونيوس الكبير، بالإضافة إلى روحانيّةِ هذا الناسكِ المتوحِّدِ وحياتِه المختَصرة وهي موجودةٌ في أكثر من كتابٍ ومجلّة
أرجو أن تنالَ هذه السَّيرة إعجابَ قرّائِنا الأعزّاء، الَّذين يجدون في هذه السلسلة الشيِّقة مَعينًا لحياتِهم الروحيّة، ودربًا لسلوكٍ مسيحيٍّ أعمق وأنجع، من خلالِ ما تقدِّمه من سِير لقدّيسين وأبطالٍ مسيحيّين ساروا دربَ الربّ وبلغوا "المجدَ الَّذيسيتجلّى في كلِّ واحدٍ منّا"
الخوري أنطوان الدويهيّ