تأبين المرحوم جوزف إيلي خيرالله
غباله في 23 آذار 2006
ورحل جوزيف إلى الأبد، رحل إلى الأبديّة
آبائي الأفاضل، أهلَ الفقيد الغالي، إخوتي وأحبّائي
في مطلع هذا الربيع المبارك، نرفع إليك يا أبانا السماويّ عيوننا وأيادينا، سائلين محتارين، لماذا يا ربّ سمحت للموت أن يخطُف جوزيف وهو في ربيع عمره؟ لماذا سمحت أن يحترق قلبُ الأهل والأصدقاء بغياب شخص عزيز على قلب الجميع؟ وأنت يا موت أليس لك قلب يرحم أمًّا ثكلى وأبًا عليلاً، وأخًا وأخوات مصدومين؟
قومي يا أمَّ جوزيف لاستقبال ابنِك لابسًا ثياب العرس، يستعدّ إلى عرسه الأبديّ. قومي إليه وقد هيّأ لك أجمل عيديّة في عيد الأمّ، عيديّةٍ لا تخطر على قلب بشر، عيديّة لا كبقيّة العيديّات، عيديّة لن تنسَيها مدى الحياة، تتذكّرينها كلّ سنة في عيد الأمّهات. أوّل أمسِ عيّدته بعيد القدّيس يوسف وتمنّيت له عمرًا مديدًا وسنين طويلة، وها هو اليومَ يأتيك ليعِيد إليك العيديّة في عيد الأمّهات، عريسًا يدخل عرس الحمل، يدخل الخدر السماويّ حيث لا بكاء ولا حزن ولا مرض ولا ألم، بل سعادة دائمة مع الربّ يسوع
وأنتَ يا إيلي قمْ إلى ابنك، قمْ إليه في هذا الأسبوع، أسبوع الابن الشاطر، قمْ إليه واستقبله، ألقِ بذاتك على عنقه وقبّله طويلاً، لأنّ ابنك جوزيف كان مريضًا فتعافى وميّتًا فعاش، نعم دخل إلى الحياة الحقّة التي نرجوها جميعًا
تعزّي يا أمَّ جوزيف، لأنّ ابنك مات وهو في الثالثة والثلاثين من عمره، أي بعمر المسيح. تعزّي يا أمَّ جوزيف لأنّ ابنك قاسى الآلام على مثال المعلّم الإلهيّ، ورافقته أنت في جميع مراحل حياته وآلامه كما رافقت مريم ابنها الوحيد. كنت دائمًا بقربه كما كانت مريم بقرب ابنها يسوع، يهلع قلبُك كلّ مرّة يصاب جوزيف بنوبة في القلب فتشعرين وكأنّ قلبك هو المصاب
تشجّعي يا أمَّ جوزيف لأنّ ابنك عاش وتألّم على مثال المسيح. تشجّعي لأنّه كلّ مرّة أصيب بنوبة كان ينظر إليك نظرة يستمدّ منها القوّة، وتنظرين إليه نظرة الأمّ الحنون، على مثال يسوع الذي التقى بأمّه مريم وهو على طريق الجلجلة وأعطاها قوّة لتحتمل مصابها بكلّ إيمان ورجاء. تشجّعي يا أمّ جوزيف لأنّ ابنك مات في ربيع عمره متشبّهًا بالمسيح الذي مات في ربيع عمره. تشجّعي يا أمّ جوزيف وقفي عند صليب ابنك ولا تتخاذلي. كوني قويّة بقوّة مريم العذراء التي ظلّت واقفة عند صليب ابنها، وآمني أنّ ابنك جوزيف الذي آمن بالربّ لا بدّ وأن تكون له الحياة الأبديّة. تشجّعي لأنّ ابنك انتقل من وادي البكاء هذا، وادي الألم والحزن، إلى عالم مليء بالسعادة مع الربّ يسوع وجميع الأبرار والقدّيسين
إخوتي الأحبّاء، حياتنا على هذه الأرض هي كالهباء والهشيم، مهما طالت أو قصرت، لها نهاية. وإن كانت اليوم نهاية المرحوم جوزيف على هذه الأرض إلاّ أنّها بداية إلى أبديّة لا تنتهي مع الربّ يسوع
ويا شربل، يا أخا جوزيف، من الآن وصاعدًا، كلّ مرّة تقول "خيّ" تذكّر أنّ أخاك الوحيد في السماء يسمعك ويبتسم لك. وأنتنّ يا برتا وفيفيان وميراي لا تنسين أنّ أخاكنّ يرافقكنّ من عليائه في الصلاة وحمد الله. ويا أهلَ المرحوم جوزيف وأصدقاءه تذكّروا جميعًا أنّ جوزيف لم يمت بل دخل الحياة كما قالت القدّيسة تريز الطفل يسوع
نمْ قرير العين يا جوزيف، فهنيئًا لك لأنّك سبقتنا إلى دنيا الخلود، هنيئًا لك لأنّك ارتحت من عذابات الحياة الحاضرة لتتمتّع بعذوبات الحياة الدائمة. أذكرنا لدى الآب السماويّ وتذكّر أهلك وأصدقاءك واطلب من ربّ الرحمة أن يسكب بلسم العزاء في قلوب ذويك ومعارفك ويدخلك دار النعيم الأبديّ. آمين
الخوري أنطوان الدويهيّ
غباله في 23 آذار 2006
ورحل جوزيف إلى الأبد، رحل إلى الأبديّة
آبائي الأفاضل، أهلَ الفقيد الغالي، إخوتي وأحبّائي
في مطلع هذا الربيع المبارك، نرفع إليك يا أبانا السماويّ عيوننا وأيادينا، سائلين محتارين، لماذا يا ربّ سمحت للموت أن يخطُف جوزيف وهو في ربيع عمره؟ لماذا سمحت أن يحترق قلبُ الأهل والأصدقاء بغياب شخص عزيز على قلب الجميع؟ وأنت يا موت أليس لك قلب يرحم أمًّا ثكلى وأبًا عليلاً، وأخًا وأخوات مصدومين؟
قومي يا أمَّ جوزيف لاستقبال ابنِك لابسًا ثياب العرس، يستعدّ إلى عرسه الأبديّ. قومي إليه وقد هيّأ لك أجمل عيديّة في عيد الأمّ، عيديّةٍ لا تخطر على قلب بشر، عيديّة لا كبقيّة العيديّات، عيديّة لن تنسَيها مدى الحياة، تتذكّرينها كلّ سنة في عيد الأمّهات. أوّل أمسِ عيّدته بعيد القدّيس يوسف وتمنّيت له عمرًا مديدًا وسنين طويلة، وها هو اليومَ يأتيك ليعِيد إليك العيديّة في عيد الأمّهات، عريسًا يدخل عرس الحمل، يدخل الخدر السماويّ حيث لا بكاء ولا حزن ولا مرض ولا ألم، بل سعادة دائمة مع الربّ يسوع
وأنتَ يا إيلي قمْ إلى ابنك، قمْ إليه في هذا الأسبوع، أسبوع الابن الشاطر، قمْ إليه واستقبله، ألقِ بذاتك على عنقه وقبّله طويلاً، لأنّ ابنك جوزيف كان مريضًا فتعافى وميّتًا فعاش، نعم دخل إلى الحياة الحقّة التي نرجوها جميعًا
تعزّي يا أمَّ جوزيف، لأنّ ابنك مات وهو في الثالثة والثلاثين من عمره، أي بعمر المسيح. تعزّي يا أمَّ جوزيف لأنّ ابنك قاسى الآلام على مثال المعلّم الإلهيّ، ورافقته أنت في جميع مراحل حياته وآلامه كما رافقت مريم ابنها الوحيد. كنت دائمًا بقربه كما كانت مريم بقرب ابنها يسوع، يهلع قلبُك كلّ مرّة يصاب جوزيف بنوبة في القلب فتشعرين وكأنّ قلبك هو المصاب
تشجّعي يا أمَّ جوزيف لأنّ ابنك عاش وتألّم على مثال المسيح. تشجّعي لأنّه كلّ مرّة أصيب بنوبة كان ينظر إليك نظرة يستمدّ منها القوّة، وتنظرين إليه نظرة الأمّ الحنون، على مثال يسوع الذي التقى بأمّه مريم وهو على طريق الجلجلة وأعطاها قوّة لتحتمل مصابها بكلّ إيمان ورجاء. تشجّعي يا أمّ جوزيف لأنّ ابنك مات في ربيع عمره متشبّهًا بالمسيح الذي مات في ربيع عمره. تشجّعي يا أمّ جوزيف وقفي عند صليب ابنك ولا تتخاذلي. كوني قويّة بقوّة مريم العذراء التي ظلّت واقفة عند صليب ابنها، وآمني أنّ ابنك جوزيف الذي آمن بالربّ لا بدّ وأن تكون له الحياة الأبديّة. تشجّعي لأنّ ابنك انتقل من وادي البكاء هذا، وادي الألم والحزن، إلى عالم مليء بالسعادة مع الربّ يسوع وجميع الأبرار والقدّيسين
إخوتي الأحبّاء، حياتنا على هذه الأرض هي كالهباء والهشيم، مهما طالت أو قصرت، لها نهاية. وإن كانت اليوم نهاية المرحوم جوزيف على هذه الأرض إلاّ أنّها بداية إلى أبديّة لا تنتهي مع الربّ يسوع
ويا شربل، يا أخا جوزيف، من الآن وصاعدًا، كلّ مرّة تقول "خيّ" تذكّر أنّ أخاك الوحيد في السماء يسمعك ويبتسم لك. وأنتنّ يا برتا وفيفيان وميراي لا تنسين أنّ أخاكنّ يرافقكنّ من عليائه في الصلاة وحمد الله. ويا أهلَ المرحوم جوزيف وأصدقاءه تذكّروا جميعًا أنّ جوزيف لم يمت بل دخل الحياة كما قالت القدّيسة تريز الطفل يسوع
نمْ قرير العين يا جوزيف، فهنيئًا لك لأنّك سبقتنا إلى دنيا الخلود، هنيئًا لك لأنّك ارتحت من عذابات الحياة الحاضرة لتتمتّع بعذوبات الحياة الدائمة. أذكرنا لدى الآب السماويّ وتذكّر أهلك وأصدقاءك واطلب من ربّ الرحمة أن يسكب بلسم العزاء في قلوب ذويك ومعارفك ويدخلك دار النعيم الأبديّ. آمين
الخوري أنطوان الدويهيّ