مقتطفات من الحوار الذي جرى بين الكاتب والمحتفى به
الدعوة الكهنوتيَّة
منذ متى شعرتَ بالدعوة الكهنوتيَّة؟
منذ طفولتي تشوَّقتُ بشدَّة للكهنوت وكنتُ أجمعُ إخوتي وأخواتي حولي في البيت وأقيم قدّاسًا مردِّدًا بعض الكلمات السريانيَّة التي حفظتها عن ظهر قلب، ملقيًا عظةً "بليغة". واستمرَّ هذا الشوق إلى أن تحقَّقت أمنيَّتي فدخلت المدرسة الإكليريكيَّة في غزير ومن ثمَّ بيروت قبل أن أسافر إلى سلمنكا في إسبانيا سنة 1949 حيثُ نلتُ إجازة في اللاهوت والفلسفة في 24 حزيران 1956 من جامعة سلمنكا الحبريَّة التاريخيَّة (عمرها حوالي 750 سنة). ورُقِّيتُ إلى درجة الكهنوت في رومة المدينة الخالدة على يد المثلَّث الرحمة المطران بطرس فرح صفير في دير مار بطرس في السلاسل للآباء المريميّين الموارنة آنذاك "الحلبيّين" نهار الأحد 19 آب 1956، واتَّخذت اسم يوحنّا – مارون. وفي اليوم الثاني تشرَّفت مع المطران صفير بزيارة قداسة الحبر الأعظم البابا بيّوس الثاني عشر السعيد الذكر لالتماس بركته الرسوليَّة
الرعايا التي استلمها
ما هي الرعايا التي خدمتها منذ ارتقائك إلى الدرجة المقدَّسة؟
خدمتُ معاونًا للخوري جرجس الزايك في غزير مدَّة سنتين
هنا استوقفتُ الخوري حنّا وسألتُه مستغربًا
خدمتَ في بلدتي غزير؟
توقَّعتُ أن تتفاجأ من ذلك. نعم، بعد رسامتي الكهنوتيَّة بعث إليَّ الأب عبدالله داغر رئيس الإكليريكيَّة في غزير برسالة إلى رومة هنَّأني برسامتي الكهنوتيَّة وطلب إليَّ أن أكون في مصاف الآباء والأساتذة في الإكليريكيَّة. فأقمتُ مع إخوتي العديدين الذين كانوا يتابعون الدراسة في مدارس غزير ومعهد الرسل، في بيت استأجرته خصّيصًا في غزير. ورحتُ أعاونُ في غزير
كم بقيتَ أستاذًا في الإكليريكيَّة؟
بقيتُ أعلِّم في الإكليريكيَّة لغاية سنة 1964
أتذكرُ حادثة مميَّزة جرت معك في غزير؟
حادثة لا أنساها أبدًا: طلب منّي خوري جرجس أن أتوجَّه إلى منزل أحد المدنفين. وفي الطريق قيل لي: إنَّ المحتضِر يكره الكهنة بشدَّة ويرفض استقبالهم، فلا عجب أن يطلب منك خادم الرعيَّة أن تمضي أنت لئلاَّ يلقى الصدَّ والرفض وربَّما الإهانة. فأرجو ألاَّ يؤثِّر عليك استقباله. فسكتُّ مسلِّمًا أمري لله. دخلتُ البيتَ فإذا نساء أخويَّة الحبل بلا دنس يصلِّين المسبحة. حيَّيتُ المريض فنظر إليَّ باشمئزاز وبصق بوجهي. فلم أتفوَّه بكلمة. بل ركعتُ مع النساء وتابعنا صلاة السبحة وزيّاح العذراء وأنا أصلّي بحرارة ليليِّن الله قلبَ المحتضِر. ولمّا انتهينا من الزيّاح اقتربتُ منه مجدَّدًا وأنا كلِّي ثقة بأنَّ الربَّ لن يخذلني. مددتُ له يدي، قائلاً له: أنا خوري حنّا، كاهن جديد معاون في غزير، أتريد أن تعترف؟ مدَّ يده باستسلام وصافحني وهزَّ رأسه علامة الإيجاب. فاستأذنت الحضور فخرج الجميع. وإذ كان مرضه ثقيلاً رحتُ أسأله وهو يهزُّ رأسه علامة الإيجاب أو النفي. ولمّا انتهيتُ توجَّهتُ إلى الكنيسة وأحضرتُ القربان وزيت المسحة وعدت إلى بيت المريض لمسحه بالزيت المقدَّس ومناولته. ولمّا انتهيت ثقلت همَّته ومات براحة تامَّة مزوَّدًا بأسرار الكنيسة
لا بدَّ أن كانَ الربُّ بعونه ليتوب في اللحظات الأخيرة؟
قيل لي إنَّه كان ينير تمثال قلب يسوع في أعلى البلدة من ماله الخاصّ. (والعدّاد الكهربائيّ الخاصّ بالتمثال في بيته
بعد غزير أين عُيِّنت؟
طلب منّي المطران أن أخدم رعيَّة يحشوش وأنا أعاون في غزير أيضًا فانتقلتُ إلى خدمتها بعدما استلم الخوري بطرس الطيّاح رعيَّة غزير بأشهر. فأمضيتُ زهاء سنتين في غزير وثلاث سنوات في يحشوش.
ثمَّ انتقلتَ إلى جونيه، على ما أعتقد؟
فعلاً. باشرتُ خدمتي في رعيَّة مار يوسف في جونيه في 6 كانون الثاني 1960، أي منذ ما يقارب الخمسين سنة. ولم أتركها منذ ذلك الحين
ولم تستلم بعدئذٍ خدمةَ أيَّة رعيَّة؟
خدمتُ رعيَّة مار الياس المشاتي مدَّة ثلاث سنوات في أواخر السبعينات وبداية الثمانينات. كما خدمت بلدتي غباله ما يقارب السنتين قبل استلام الخوري لويس البواري وبعد وفاة الخوري إسطفان عماد
جونيه مدينة كبيرة، ولا بدَّ من معاونين معك. فمن هم الكهنة الذين عاونوك بشكل رسميّ في جونيه؟
هناك الأب بولس غنطوس المرسل اللبنانيّ، والخوري بولس عويس والخوري الياس سلامه، رحمهم الله جميعًا أصبحوا في ديار الحقّ. عدا العديد العديد من كهنة الأبرشيَّة ومن جمعيَّة المرسلين اللبنانيّين الموارنة الذين ساعدوني وما زالوا حتّى الساعة فهذه مناسبة لأشكرهم جميعًا وأصلّي لراحة مَن سبقونا إلى الديار الخالدة
الدعوة الكهنوتيَّة
منذ متى شعرتَ بالدعوة الكهنوتيَّة؟
منذ طفولتي تشوَّقتُ بشدَّة للكهنوت وكنتُ أجمعُ إخوتي وأخواتي حولي في البيت وأقيم قدّاسًا مردِّدًا بعض الكلمات السريانيَّة التي حفظتها عن ظهر قلب، ملقيًا عظةً "بليغة". واستمرَّ هذا الشوق إلى أن تحقَّقت أمنيَّتي فدخلت المدرسة الإكليريكيَّة في غزير ومن ثمَّ بيروت قبل أن أسافر إلى سلمنكا في إسبانيا سنة 1949 حيثُ نلتُ إجازة في اللاهوت والفلسفة في 24 حزيران 1956 من جامعة سلمنكا الحبريَّة التاريخيَّة (عمرها حوالي 750 سنة). ورُقِّيتُ إلى درجة الكهنوت في رومة المدينة الخالدة على يد المثلَّث الرحمة المطران بطرس فرح صفير في دير مار بطرس في السلاسل للآباء المريميّين الموارنة آنذاك "الحلبيّين" نهار الأحد 19 آب 1956، واتَّخذت اسم يوحنّا – مارون. وفي اليوم الثاني تشرَّفت مع المطران صفير بزيارة قداسة الحبر الأعظم البابا بيّوس الثاني عشر السعيد الذكر لالتماس بركته الرسوليَّة
الرعايا التي استلمها
ما هي الرعايا التي خدمتها منذ ارتقائك إلى الدرجة المقدَّسة؟
خدمتُ معاونًا للخوري جرجس الزايك في غزير مدَّة سنتين
هنا استوقفتُ الخوري حنّا وسألتُه مستغربًا
خدمتَ في بلدتي غزير؟
توقَّعتُ أن تتفاجأ من ذلك. نعم، بعد رسامتي الكهنوتيَّة بعث إليَّ الأب عبدالله داغر رئيس الإكليريكيَّة في غزير برسالة إلى رومة هنَّأني برسامتي الكهنوتيَّة وطلب إليَّ أن أكون في مصاف الآباء والأساتذة في الإكليريكيَّة. فأقمتُ مع إخوتي العديدين الذين كانوا يتابعون الدراسة في مدارس غزير ومعهد الرسل، في بيت استأجرته خصّيصًا في غزير. ورحتُ أعاونُ في غزير
كم بقيتَ أستاذًا في الإكليريكيَّة؟
بقيتُ أعلِّم في الإكليريكيَّة لغاية سنة 1964
أتذكرُ حادثة مميَّزة جرت معك في غزير؟
حادثة لا أنساها أبدًا: طلب منّي خوري جرجس أن أتوجَّه إلى منزل أحد المدنفين. وفي الطريق قيل لي: إنَّ المحتضِر يكره الكهنة بشدَّة ويرفض استقبالهم، فلا عجب أن يطلب منك خادم الرعيَّة أن تمضي أنت لئلاَّ يلقى الصدَّ والرفض وربَّما الإهانة. فأرجو ألاَّ يؤثِّر عليك استقباله. فسكتُّ مسلِّمًا أمري لله. دخلتُ البيتَ فإذا نساء أخويَّة الحبل بلا دنس يصلِّين المسبحة. حيَّيتُ المريض فنظر إليَّ باشمئزاز وبصق بوجهي. فلم أتفوَّه بكلمة. بل ركعتُ مع النساء وتابعنا صلاة السبحة وزيّاح العذراء وأنا أصلّي بحرارة ليليِّن الله قلبَ المحتضِر. ولمّا انتهينا من الزيّاح اقتربتُ منه مجدَّدًا وأنا كلِّي ثقة بأنَّ الربَّ لن يخذلني. مددتُ له يدي، قائلاً له: أنا خوري حنّا، كاهن جديد معاون في غزير، أتريد أن تعترف؟ مدَّ يده باستسلام وصافحني وهزَّ رأسه علامة الإيجاب. فاستأذنت الحضور فخرج الجميع. وإذ كان مرضه ثقيلاً رحتُ أسأله وهو يهزُّ رأسه علامة الإيجاب أو النفي. ولمّا انتهيتُ توجَّهتُ إلى الكنيسة وأحضرتُ القربان وزيت المسحة وعدت إلى بيت المريض لمسحه بالزيت المقدَّس ومناولته. ولمّا انتهيت ثقلت همَّته ومات براحة تامَّة مزوَّدًا بأسرار الكنيسة
لا بدَّ أن كانَ الربُّ بعونه ليتوب في اللحظات الأخيرة؟
قيل لي إنَّه كان ينير تمثال قلب يسوع في أعلى البلدة من ماله الخاصّ. (والعدّاد الكهربائيّ الخاصّ بالتمثال في بيته
بعد غزير أين عُيِّنت؟
طلب منّي المطران أن أخدم رعيَّة يحشوش وأنا أعاون في غزير أيضًا فانتقلتُ إلى خدمتها بعدما استلم الخوري بطرس الطيّاح رعيَّة غزير بأشهر. فأمضيتُ زهاء سنتين في غزير وثلاث سنوات في يحشوش.
ثمَّ انتقلتَ إلى جونيه، على ما أعتقد؟
فعلاً. باشرتُ خدمتي في رعيَّة مار يوسف في جونيه في 6 كانون الثاني 1960، أي منذ ما يقارب الخمسين سنة. ولم أتركها منذ ذلك الحين
ولم تستلم بعدئذٍ خدمةَ أيَّة رعيَّة؟
خدمتُ رعيَّة مار الياس المشاتي مدَّة ثلاث سنوات في أواخر السبعينات وبداية الثمانينات. كما خدمت بلدتي غباله ما يقارب السنتين قبل استلام الخوري لويس البواري وبعد وفاة الخوري إسطفان عماد
جونيه مدينة كبيرة، ولا بدَّ من معاونين معك. فمن هم الكهنة الذين عاونوك بشكل رسميّ في جونيه؟
هناك الأب بولس غنطوس المرسل اللبنانيّ، والخوري بولس عويس والخوري الياس سلامه، رحمهم الله جميعًا أصبحوا في ديار الحقّ. عدا العديد العديد من كهنة الأبرشيَّة ومن جمعيَّة المرسلين اللبنانيّين الموارنة الذين ساعدوني وما زالوا حتّى الساعة فهذه مناسبة لأشكرهم جميعًا وأصلّي لراحة مَن سبقونا إلى الديار الخالدة