المقدِّمة
"ها أنا أبشِّرُكم بخبرٍ عظيم يَفرحُ له جميعُ الشعب: وُلدَ لكم اليوم، في مدينةِ داودَ مُخلِّصٌ هو الربُّ يسوع". هذا ما بشَّر به الملاكُ الرعاةَ الذين يَسهرون على قطعانِهم
وُلدَ يسوعُ في بيتَ لحم اليهوديّة، في أيّامِ أوغسطُس قيصر، والملكِ هيرودُس على اليهوديّة، والحاكمِ كيرينيوس في سورية. هو طفلٌ حملَ معه "المجدَ لله في الأعالي، وعلى الأرضِ السلامَ والرجاءَ الصالحَ لبني البشر"
يسوعُ الطفلُ الإلهيّ أتانا بالحبِّ والمغفرةِ والتسامح. جاءَنا يُعيدُ الرباطَ بينَنا وبينَ أبيه السماويّ، بعدما فقدناه بخطيئتِنا
فرحٌ عظيم غمرَ المسكونة كلَّها. خبرٌ لا مثيلَ له
* * *
"أبشرِّكم بفرح عظيم"، كتابٌ صغيرٌ يحوي أفكارًا وصلواتٍ وقصصًا تُقرِّبنا من روحانيّةِ الميلاد وتَشدُّنا بعضَنا إلى بعض. زوّادةٌ يوميّةٌ صباحيّة، موضوعُ تأمُّلٍ للنهارِ كلِّه. بعدَ أن تقرأ مقطعًا منَ الإنجيل، وتتأمَّلَ فيه تأخذُ عبرةً لحياتِك تُساعدُك على فهم النصِّ الإنجيليّ بطريقة مبسَّطة
"أبشِّركم بفرح عظيم" هو لقاءٌ بالربِّ يسوع من خلال لقائِنا بعضِنا معَ بعض. لا يَصلحُ فقط لزمنِ الميلاد بل يَصلحُ لكلِّ يومٍ من أيّامِ حياتِنا
الخوري أنطوان الدويهيّ
المرأة العجوز
وُلدَ يسوعُ في بيتَ لحمِ اليهوديّة. بشَّر به الملاكُ الرعاةَ فأتوا وقدَّموا له الحليبَ والخرافَ والكسوة. ورأى المجوسُ نجمَه في المشرق، فأتوا وسجدوا له وقدَّموا له الذهبَ والمرَّ والبخور. وأتى ناسٌ كثيرون وقدَّموا ما تصنعُه أياديهم من أعمالٍ وصناعاتٍ حرفيّة جميلة، أو ما تنتجُه أرضُهم من خيرات
ومن بينِ هؤلاء القادمين، امرأةٌ عجوزٌ، عمرُها من عمرِ الدهر، تعلو وجهَها الأخاديدُ القاسية، يداها خشنتان ترتجفان، منحنيةُ الظهر، يكادُ وجهُها يلامسُ الأرض، تمسِكُ عصا بيدِها تتَّكئُ عليها، شعرُها أبيضُ تركتهُ يطولُ حتّى يلامسَ الأرض، عيناها مغرورقتان بالدموع، شفتاها تتمتمان الصلوات اللا تنتهي... عندما شعرَتْ أنَّ جميعَ الوافدين رحلوا ولم يبقَ أحدٌ منهم، دخلَتْ بخجلٍ وبيدِها هديّةٌ واحدة
وتقدَّمتْ من مذودِ الطفلِ الإلهيّ وسجدَتْ أمامَه وقدَّمتِ الهديّة، نظرَ إليها يسوعُ وابتسمَ لها أجملَ ابتسامةٍ فتحوَّلتْ المرأة العجوزُ إلى شابَّةٍ صبيّة، جميلة، بهيّة
كانتْ تلك حوّاءَ وهديَّتُها ثمرةً من شجرةِ معرفةِ الخيرِ والشرّ
"أجيءُ إلى مذبحِ الله، وإلى الله الذي يجدِّدُ شبابي" (من الليتورجيّا المارونيّة)
"ها أنا أبشِّرُكم بخبرٍ عظيم يَفرحُ له جميعُ الشعب: وُلدَ لكم اليوم، في مدينةِ داودَ مُخلِّصٌ هو الربُّ يسوع". هذا ما بشَّر به الملاكُ الرعاةَ الذين يَسهرون على قطعانِهم
وُلدَ يسوعُ في بيتَ لحم اليهوديّة، في أيّامِ أوغسطُس قيصر، والملكِ هيرودُس على اليهوديّة، والحاكمِ كيرينيوس في سورية. هو طفلٌ حملَ معه "المجدَ لله في الأعالي، وعلى الأرضِ السلامَ والرجاءَ الصالحَ لبني البشر"
يسوعُ الطفلُ الإلهيّ أتانا بالحبِّ والمغفرةِ والتسامح. جاءَنا يُعيدُ الرباطَ بينَنا وبينَ أبيه السماويّ، بعدما فقدناه بخطيئتِنا
فرحٌ عظيم غمرَ المسكونة كلَّها. خبرٌ لا مثيلَ له
* * *
"أبشرِّكم بفرح عظيم"، كتابٌ صغيرٌ يحوي أفكارًا وصلواتٍ وقصصًا تُقرِّبنا من روحانيّةِ الميلاد وتَشدُّنا بعضَنا إلى بعض. زوّادةٌ يوميّةٌ صباحيّة، موضوعُ تأمُّلٍ للنهارِ كلِّه. بعدَ أن تقرأ مقطعًا منَ الإنجيل، وتتأمَّلَ فيه تأخذُ عبرةً لحياتِك تُساعدُك على فهم النصِّ الإنجيليّ بطريقة مبسَّطة
"أبشِّركم بفرح عظيم" هو لقاءٌ بالربِّ يسوع من خلال لقائِنا بعضِنا معَ بعض. لا يَصلحُ فقط لزمنِ الميلاد بل يَصلحُ لكلِّ يومٍ من أيّامِ حياتِنا
الخوري أنطوان الدويهيّ
المرأة العجوز
وُلدَ يسوعُ في بيتَ لحمِ اليهوديّة. بشَّر به الملاكُ الرعاةَ فأتوا وقدَّموا له الحليبَ والخرافَ والكسوة. ورأى المجوسُ نجمَه في المشرق، فأتوا وسجدوا له وقدَّموا له الذهبَ والمرَّ والبخور. وأتى ناسٌ كثيرون وقدَّموا ما تصنعُه أياديهم من أعمالٍ وصناعاتٍ حرفيّة جميلة، أو ما تنتجُه أرضُهم من خيرات
ومن بينِ هؤلاء القادمين، امرأةٌ عجوزٌ، عمرُها من عمرِ الدهر، تعلو وجهَها الأخاديدُ القاسية، يداها خشنتان ترتجفان، منحنيةُ الظهر، يكادُ وجهُها يلامسُ الأرض، تمسِكُ عصا بيدِها تتَّكئُ عليها، شعرُها أبيضُ تركتهُ يطولُ حتّى يلامسَ الأرض، عيناها مغرورقتان بالدموع، شفتاها تتمتمان الصلوات اللا تنتهي... عندما شعرَتْ أنَّ جميعَ الوافدين رحلوا ولم يبقَ أحدٌ منهم، دخلَتْ بخجلٍ وبيدِها هديّةٌ واحدة
وتقدَّمتْ من مذودِ الطفلِ الإلهيّ وسجدَتْ أمامَه وقدَّمتِ الهديّة، نظرَ إليها يسوعُ وابتسمَ لها أجملَ ابتسامةٍ فتحوَّلتْ المرأة العجوزُ إلى شابَّةٍ صبيّة، جميلة، بهيّة
كانتْ تلك حوّاءَ وهديَّتُها ثمرةً من شجرةِ معرفةِ الخيرِ والشرّ
"أجيءُ إلى مذبحِ الله، وإلى الله الذي يجدِّدُ شبابي" (من الليتورجيّا المارونيّة)